وفرنا لكم كل الإمكانات حتى لا تخيبوا امال الجزائريين
عليكم بتدارك الأمر أمام انجلترا
لم تمر الهزيمة المرة التي تلقاها المنتخب الوطني لكرة القدم يوم الأحد أمام سلوفينيا مرور الكرام دون أن تحرك الضمائر والغيرة لدى المسؤولين عن المنتخب لاسيما رئيس الفاف محمد روراوة الذي ومن موقع الرجل القوي والمسؤول الأول على المنتخب الوطني وقطاع كرة القدم دون أن يطالب ويبحث عن الأسباب الكامنة وراء الكبوة المفاجئة للتشكيلة الوطنية أمام منافس متواضع جدا، وفي مباراة كانت تبدو منذ الوهلة الأولية في متناول رفاق القائد عنتر يحيى، غير أن الأمور سارت بمنطق مقلوب تماما،
حيث خرج الخضر وهم يجرون أذيال الهزيمة، وأكثر من ذلك خيبوا آمال 35 مليون جزائري رأوا فيهم مصدر أفراحهم ولو في هذا الدور الأول الذي لا تقل فيه سمعة منتخبنا الوطني عن المنتخبات الأخرى المشاركة، وكان التأهل إلى الدور الثاني من بين البديهيات، لكن الصفعة التي تلقاها الخضر أخلطت فعلا كل الحسابات وجعلت الرجل الأول في الفاف يثور ويطالب بتوضيحات وتفاصيل عما حدث فعلا فوق الميدان وخارجه بنية تحديد المسؤوليات وموطن الداء ربما لمعالجته قبل المباراة الثانية أمام الإنجليز .
اجتماع روراوة - سعدان لأكثر من ساعتين
وقالت مصادر الشروق التي لا يرقى إليها الشك أن محمد روراوة سارع أمس لعقد اجتماع عاجل مع الناخب الوطني رابح سعدان بنية التعرف على أدق التفاصيل والأسباب التي جعلت التشكيلة الوطنية تخرج منهزمة في مباراة سهلة وأمام منافس أسهل بشهادة كل الشعب الجزائري، وأضافت ذات المصادر أنه وخلال هذا اللقاء الثنائي الذي دام أكثر من ساعتين من الزمن أسمع الرجل القوي في الفاف سعدان كل أنواع الانتقاد حول الأداء المتواضع للمنتخب الوطني، محملا إياه وحده مسؤولية الهزيمة أمام سلوفينيا بالنظر لعديد العوامل منها إفلاسه التكتيكي المفضوح باعتماده خطة مبهمة أراد من خلالها تفادي الهزيمة فقط، دون أن تبذل المجموعة أي جهد من أجل الفوز، وهو ما لم يكن موجودا أصلا في مفكرة سعدان الذي توخى "كالعادة" الحيطة والحذر وكأني به يريد العودة إلى الجزائر بأقل الأضرار بعيدا عن أي نتيجة مهينة قد تعيد للأذهان مشاهد مونديال 1986 والمتاعب الكبيرة والكثيرة التي عاشتها عائلته مع بعض المتعصبين من الأنصار .
وقالت مصادر الشروق أيضا أن روراوة عاتب الناخب الوطني على التغييرات التي أدرجها في الشوط الثان ، لا سيما إخرجه جبور وتعويضه بالمتهور غزال الذي اغتال وحده فرحة 35 مليون من الجزائريين وكل العرب والأفارقة الذين ناصروا الجزائر في تلك المباراة، كما طالب روراوة توضيحات حول قرار إقحامه قديورة وصايفي في ظرف كان الخضر بحاجة إلى خطة هجومية محضة من أجل تدارك الموقف ومحاولة معادلة النتيجة، غير أن الرجل ـ قالت نفس المصادر ـ ظل يتحجج ويتهرب من الإجابة وهو الذي يعلم يقينا أن كل أصابع الإتهام وجهت إليه لا لغيره.
سعدان سيد قراراته وكل أسباب النجاح تحت تصرفه
وفي نفس اللقاء، قالت مصادر الشروق، ذكر رئيس الفاف الناخب الوطني بالمزايا الكثيرة والمتعددة التي نالها سواء تلك المتعلقة بشخصه أو إمكانات العمل التي سخرت له من أجل النجاح، حيث تحركت كل إمكانات الدولة وغيرها من المتعاملين لتوفير كل ممهدات النجاح للمنتخب الوطني، نذكر منها التربصات خارج الوطن في أفخم الفنادق والمدن، المباريات الودية، السفريات للخارج من أجل معاينة اللاعبين والتحدث معهم، إضافة إلى تمكينه من الاستفادة من خدمات سبعة لاعبين جدد لتعويض الأسماء التي أسقطها من حساباته، ناهيك عن المزايا الأخرى التي اشترطها سعدان، من مرتبات شهرية تسيل اللعاب، ومصاريف المهام في الخارج المرتفعة والعلاوات الخيالية التي نالها مقابل أي انجاز حققه هو واللاعبين، مثل السيارات والملايين التي نالوها كلهم مقابل تأشيرة التأهل للمونديال.
وحسب رئيس الفاف، كل شيء وضع تحت تصرف المنتخب الوطني وسعدان إلى درجة أن كل المنتخبات والدول باتت تحسد الخضر على درجة الاحتراف التي وصلها، وهو ما زاد في ثقة الجزائريين شعبا ودولة في هذه المجموعة لإسعادهم ورفع العلم الوطني خفاقا في سماء أكبر التظاهرات العالمية، لكن للأسف كل الأحلام تبخرت والآمال التي علقت ذهبت أدراج الرياح، وكل البناء الذي شيد انهار دفعة واحدة بسبب خيارات تكتيكية ونظرة سلبية لإمكانات الفريق الكبيرة .
ومن جهة ثانية، ذكر محمد روراوة رابح سعدان بالسلطة القوية التي بات يتمتع بها في عهده، هو الذي منحه البطاقة البيضاء وجعله سيد قراراته ولا أحد يملي عليه شيئا أو يفرض رأيه عليه، وهذا كله ـ قال محمد روراوة ـ عكس ما عاشه سعدان في مونديال 1986، حيث كان يومها يسود ولا يحكم، وقراراته مجرد كلام فقط، لا تسمن ولا تغني من جوع، واليوم وبعد أن استرجع الرجل هيبته المفقودة لم يغير شيئا، وأكثر من ذلك الإمكانات حاضرة والنتائج غائبة .
اللاعبون يشتكون من الخطة الدفاعية ويطالبون بالتغيير
ولم تتوقف الانتقادات الموجهة للناخب الوطني على الأنصار فقط، بل حتى اللاعبين تدخلوا ليعلنوا لرئيس الفاف الحقيقة، مؤكدين له تذمرهم من الخطة الدفاعية التي يراهن عليها دائما، لذا طالبوا سعدان من خلال حديثهم مع رئيس الفاف مراجعة حساباته والاعتماد على خطة هجومية قد تمكنهم من مباغتة الإنجليز ومحاولة حفظ ماء الوجه طالما أن كرة القدم ليست علوما دقيقة وكل شيء ممكن فيها .
إنجلترا آخر إنذار ولا خيار عن روح أم درمان
هذا وعلمنا من مصادرنا أن رئيس الفاف منح الناخب الوطني آخر إنذار، فإما التدارك والفوز امام الإنجليز أمسية الجمعة المقبل، وإما حزم الأمتعة والرحيل، لأن أي نتيجة سلبية في تلك المباراة تعني الإقصاء والخروج من الباب الضيق لمنافسة كانت بمثابة بوابة عودة الأمل للكرة الجزائرية بعد السنين العجاف التي هوت بها إلى الحضيض .
كما طالب محمد روراوة من اللاعبين التحلي بروح أم درمان في اللقاء المقبل، لأن الراية الوطنية فوق كل اعتبار والفوز على الإنجليز أجمل هدية للشعب الجزائري الذي بات يأكل ويشرب ويتنفس كرة ولا شيء يهون طالما أنهم عودونا على التحديات والتألق.