وسيجيب الموضوع عن كل هذه الأسئلة
يعتقد العلماء ان استئصال فيروس إنفلونزا الطيور المميت سوف يستغرق سنوات عديدة , وان ذلك سيسبب خسارة أكبر في الأرواح عما سببه "سارس" جاء ذلك في تصريح الخبراء في أحد المؤتمرات البارزة.
وقد حذرت منظمتان تابعتان للامم المتحدة من ان انفلوانزا الطيور ستظل تهديدا لحياة الحيوانات والبشر في المستقبل القريب.
وقالت منظمة صحة الحيوان ومنظمة الاغذية والزراعة الفاو في بيان مشترك ان الفيروس المسبب للمرض مستمر في الانتشار في شرق اسيا وحثتا الحكومات على اتخاذ المزيد من الاجراءات.
واكدت المنظمتان ان التخلص من الحيوانات المصابة هو افضل وسيلة لمعالجة
المشكلة لكنهما اضافتا ان التحصين ضد انفلوانزا الطيور يمكن ان يكون اجراء تكميليا.
وفي تلك الأثناء أعلن مسؤولو الصحة في تايلاند ما قد يكون أول حالة معروفة لانتقال هذا النوع من الأنفلونزا من إنسان لآخر.
ويقول صمويل جوتزي، مدير الإنتاج الحيواني والصحة في منظمة الغذاء والزراعة، "من مصلحة كلا الدول المتقدمة والنامية أن تستثمر في مجال السيطرة والإحتواء لإنفلونزا الطيور."
"هناك خطر متزايد لإنتشار إنفلونزا الطيور، والذي لا يمكن ان تتجاهله أي دولة لديها طيور."
وقد تم إكتشاف إنفلونزا الطيور في ثمان دول منذ أواخر عام 2003، وهي فيتنام، وكمبوديا، وتايلاند، والصين، وإندونيسيا، واليابان، ولاوس، وكوريا الجنوبية.
وقد توفي 33 شخصاً في فيتنام منذ ذلك الحين بعد الظهور المتكرر للمرض، وتوفي 12 آخرين في تايلاند.
وقد ردد الدكتور تيروهايد فيوجيتا، من المؤسسة العالمية لصحة الحيوان، محذراً من أن "الإستئصال الفوري للمرض في المنطقة لا يمكن تصوره في المدى القصير طبقاً للموقف الحالي."
وذكر فيوجيتا أن "البط يمكن أن يقوم بدور حمل العدوى سواءاً بإظهار أو دون إظهار علامات إكلينيكية، وهي قادرة على بث كميات ضخمة من الفيروسات في البيئة."
ويخشى العلماء من تحول محتمل للفيروس والذي يمكن أن يطلق العنان لوباء عالمي. وسوف تتصدر الوسائل الدائمة لإستئصال الفيروس قائمة الأعمال.
ويقول الدكتور شيجيروا أمي، مدير مكتب غرب المحيط الهادي لمؤسسة الصحة العالمية "نحن في منظمة الصحة العالمية نعتقد أن العالم يواجه أشد الأخطار المحتملة من الوباء."
ويقول مشيراً إلى مرض الإلتهاب الرئوي الحاد (سارس )، والذي تسبب في قتل قرابة 800 شخصاً قبل عامين، "سوف يكون التأثير الصحي، من ناحية الوفاة والمرض، ضخماً وسيكون بالتأكيد أشد من تأثير سارس."
ومع ذلك فقد قال أمي، إن فيروس إنفلونزا الطيور لم يصل إلى "الإحتمال المؤثر للإنتقال من إنسان إلى آخر."
وقال أيضاً أنه كان من الصعب التنبؤ بتوقيت إتاحة مصل ضد المرض للإنسان.
وقال جوزيف دومينتش، مدير الصحة الحيوانية في منظمة الغذاء والزراعة، إن إستئصال الفيروس في الطيور "سوف يتحقق بعد سنوات عديدة." ولكنه أضاف قائلاً "يمكن أن يتحقق التحكم في هذا الأمر في الوقت الحالي. فباستخدام المزيد من الإستثمارات يمكن التحكم في تأثير المرض."
وقد تم إنفاق قرابة 18 مليون دولار من متبرعين متعددين الأطراف على هذه الأزمة منذ أواخر عام 2003 وقد تم إنفاق 8 مليون منها في فيتنام وحدها ولم تكن هناك أرقام متاحة للمساعدات الثنائية.
ويقول دومينتش "بينما يوجد تركيز كبير على صحة الإنسان، فإننا نأمل أن تركز الحكومات على المصدر."
وقد استمر تحدث العلماء عن أن المزيد من حالات ظهور المرض لا يمكن تجنبها في ا
لمنطقة طالما يعيش الناس بالقرب من الماشية. ولابد من تغيير ممارسات تربية الحيوانات في المنطقة بكاملها.
ومن المتوقع أن يقوم العلماء بدراسة أسباب تأثر بعض الدول بدرجة أكبر عن غيرها.
وتعد فيتنام والتي عاصرت أكثر حالات وفاة للإنسان من الفيروس ، أحد الخطوط المجابهة للمرض في حين أن الصين، بتعدادها الضخم من البشر والطيور، قد قامت بالكاد بالإبلاغ عن أية حالات .
- إصابة الإنسان بأنفلونزا الطيور وأعراضها
كان يعتقد أن أنفلونزا الطيور تصيب الطيور فقط إلى أن ظهرت أول حالة إصابة بين البشر في هونج كونج في عام 1997.
ويلتقط الإنسان العدوى عن طريق الاحتكاك المباشر بالطيور المصابة بالمرض. ويخرج الفيروس من جسم الطيور مع فضلاتهم التي تتحول إلى مسحوق ينقله الهواء.
وتتشابه أعراض أنفلونزا الطيور مع العديد من أنواع الأنفلونزا الأخرى حيث يصيب الإنسان بالحمى واحتقان في الحلق والسعال. كما يمكن أن تطور الأعراض لتصل إلى التهابات ورمد في العين.
وكان جميع الذين أصيبوا بالمرض في عام 1997 والبالغ عددهم 18 حالة يحتكون مباشرة بحيوانات حية سواء في المزارع أو في الأسواق.
وهناك العديد من أنواع أنفلونزا الطيور إلا أن النوع المعروف باسم "إتش5 إن1" هو الأكثر خطورة حيث تزيد احتمالات الوفاة بين البشر المصابين بهذا النوع من الفيروس.
ويمكن أن يعيش الفيروس لفترات طويلة في أنسجة وفضلات الطيور خاصة في درجات الحرارة المنخفضة. يمكن أن يبرأ المرضى المصابون بأنفلونزا الطيور من الفيروس إذا تعاطوا المضادات الحيوية. ويعكف الباحثون في الوقت الراهن على تطوير مصل مضاد للمرض.
وترتفع احتمالات الوفاة بين البشر المصابين بأنفلونزا الطيور. فقد توفي ست حالات من 18 مريض أصيبوا بالفيروس في عام 1997. كما أن المرض تسبب في مقتل 10 أشخاص في خلال الشهور الماضية.
ولا يضاهي فيروس أنفلونزا الطيور في عدد الوفيات فيروس الالتهاب الرئوي الحاد المعروف باسم "سارس"
والذي أسفر عن سقوط 800 قتيل وإصابة 8400 شخص في جميع أنحاء العالم منذ انتشاره لأول مرة في نوفمبرالثاني عام 2002.
. ولتجنب الإصابة بالمرض يجب الابتعاد عن الأماكن التي توجد بها الدواجن الحية حيث يمكن أن يتفشى الفيروس بشدة.
ما سبب قلق الخبراء؟
هناك مخاوف من أن الفيروس قد يندمج مع نوع آخر من فيروسات الأنفلونزا التي تصيب الإنسان ليشكلا معا نوعا جديدا من الفيروسات يمكن أن ينتقل من شخص لآخر.
ويمكن أن يحدث هذا الاندماج في حالة إصابة شخص مريض أساسا بنوع من أنواع الأنفلونزا بفيروس أنفلونزا الطيور. وكلما زادت حالات الإصابة المزدوجة هذه كلما زادت احتمالات تطور صورة الفيروس.
الاستمرار في أكل الدجاج !
يمكن أن تستمر في أكل الدجاج دون قلق لأن الخبراء يأكدون أن فيروس أنفلونزا الطيور لا ينتقل عبر الأكل، لذا فإن تناول الدجاج لا يمثل أي خطورة.
وأعلن الاتحاد الأوروبي أنه ينظر في إمكانية إتخاذ إجراء وقائي لحظر استيراد منتجات ولحوم الدواجن من تايلاند لمنع وصول أي طيور مصابة إلى أراضيها.
وقد أعدمت الملايين من الطيور في محاولة للتصدي لانتشار المرض بين الطيور الأمر الذي يمنع بدوره انتقاله إلى البشر.
يذكر أن القرن الماضي شهد تفشيا لثلاث موجات انفلوانزا أساسية.
تعود الموجة الأولى إلى العام 1918 ، وهي معروفة بإسم "الإنفلوانزا الإسبانية"، وأدت هذه الموجة إلى مقتل حوالي 50 مليون شخص عبر العالم.
في العام 1957، ظهرت الإنفلوانزا الآسيوية، لتلحق بها في العام 1968 إنفلوانزا الهونج كونج، وحصدت كل واحدة منهما حوالي مليون ضحية.